في تطور مفاجئ يعيد إشعال النزاع المستمر بين Epic Games وApple، أعلنت Epic أن لعبة Fortnite لم تعد متاحة على أجهزة iPhone وiPad حول العالم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن رفضت Apple مراجعة اللعبة على متجر التطبيقات. الخطوة جاءت رغم محاولات Epic لإعادة طرح Fortnite عبر حساب مطور أوروبي في ظل قوانين الأسواق الرقمية الجديدة بالاتحاد الأوروبي.
الخلاف القانوني بين الشركتين يعود إلى عام 2020، حين أزالت Apple اللعبة من App Store بسبب خرق Epic لسياسات الدفع الداخلي، حيث حاولت الأخيرة إدخال نظام دفع بديل يلتف على عمولة Apple. ومنذ ذلك الحين، تحولت القضية إلى واحدة من أبرز النزاعات التقنية في العالم، وشهدت معارك قضائية متعددة في الولايات المتحدة وأوروبا.
في عام 2024، استعادت Epic إمكانية الوصول إلى أجهزة iOS في أوروبا عبر متاجر تطبيقات بديلة مثل Epic Games Store وAltStore PAL، مستفيدة من قانون الأسواق الرقمية (DMA) الذي يفرض على Apple السماح لمطوري الطرف الثالث بطرح متاجر خاصة بهم. لكن في مايو 2025، وبعد أن قدمت Epic تحديثًا جديدا للعبة باستخدام حسابها السويدي، رفضت Apple مراجعة اللعبة، متهمة Epic بأنها أدرجت متجرها الأمريكي ضمن الحزمة، وهو ما اعتبرته Apple انتهاكًا إضافيًا.
Epic ردت باتهام Apple بخرق أوامر قضائية أمريكية سابقة، مطالبة المحكمة بالتدخل لفرض مراجعة التطبيق، مؤكدة أن Apple “تمنع عودة اللعبة عن قصد” إلى App Store، رغم أن الأوامر القضائية السابقة تمنع Apple من حظر التطبيقات التي تستخدم وسائل دفع خارجية أو روابط مباشرة.
النتيجة المباشرة لهذا النزاع هي اختفاء Fortnite مرة أخرى من أجهزة iOS في كل مكان. اللاعبون في أوروبا الذين قد تمكنوا من تثبيت اللعبة عبر متاجر بديلة، فقدوا أيضًا إمكانية الوصول، مما أثار موجة من الغضب والاستياء داخل مجتمع Fortnite العالمي، خاصة وأن اللعبة لا تزال نشطة على باقي المنصات مثل PlayStation، Xbox، والكمبيوتر.
ما يزيد من تعقيد الموقف أن النزاع لا يبدو قريبا من الحل، خصوصًا أن كل طرف يتمسك بموقفه القانوني والتجاري. Apple ترى أن الحفاظ على أمن نظامها وامتثال المطورين لسياساتها أمر غير قابل للتفاوض، بينما Epic تصر على أن هذه السياسات احتكارية وتضر بالمنافسة والمستخدمين على حد سواء.
في غضون ذلك، لا يملك اللاعبون على أجهزة Apple خيارا سوى الانتظار، مع ترقب تطورات القضية أمام المحاكم الأوروبية والأمريكية. وفي الوقت الذي تزداد فيه المنافسة في سوق الألعاب المحمولة، قد يشكل هذا النزاع نقطة تحول كبرى في العلاقة بين شركات الألعاب ومنصات الهواتف الذكية.
